أجل! من ذا الذي يستطيع أن يبعد عن نفسه هذا الشعور؟ أليس حظنا من القدر قد رسم دون استشارتنا، فقضى علينا أن يكون وجودنا في زمان ومكان معينين. وترك لنا ميراثا من الملكات والطبائع لم يكن لنا فيه شيء من الاختيار؟ بل إننا لا نجد في أنفسنا ولا في أية مجموعة أخرى من الكائنات الفردية السبب الكافي لوجودنا، ولا غايته النهائية المعقولة، ولذلك نجد أنفسنا مضطرين إلى أن نبحث عن هذا السبب وهذه الغاية خارجا عنا، في الوجود العام. وما التدين إلا الاعتراف بهذه التبعية في تسليم وخضوع.
اقتباسات أخرى للمؤلف