لقد تختلف العبارة ونوع الشعور؛ ولكن الهزة الدينية التي تزلزل الإنسان هي في جوهرها شيء واحد. فكل أحد، حين يكف عن التفكير في عجزه وجهله وفنائه، وحين يجمع أمره - صابرا مستسلما - على أن يقضي الحياة كما هي، يشعر رغما عنه بزفرة يفيض بها صدره، وتكاد تنطق بها شفتاه؛ وما هي في الحقيقة إلا فاتحة دعاء ومناجاة.