ما هذه إذا تلك القوة الغلابة، التي لا تزيدها المقاومة إلا عنفا واشتعالا، والتي تقهر في النهاية أنصارها وأعداءها على السواء؟ أليست هي قوة الفطرة التي إن تورق وتثمر كلما عاودها الربيع فبلل ثراها. وسقي أصولها؟ بلى! وإن هذا الربيع قد تكفي منه قطرة، وربما تبلور في نظرة. فما هي إلا طرفة من تأمل الفكر، أو لحظة من يقظة الوجدان، أو أزمة من صدمات العزم.. فإذا أنت تسبح بخيالك في عالم الغيب الذي من خرجت، أو في عالم الغيب الذي إليه تصير.