ولم يمض عام واحد بعد أن قُبض الرسول الا وبدت الحاجة مُلِحة لجمع وثائق القرآن المبعثرة فى مجموعة مدونة , سهلة الاستعمال ,حيث تتابع آيات كل سورة , كما هو ثابت من قبل فى حافظة جماعة المؤمنين . ولقد تقدم بالفكرة عمر بن الخطاب الى الخليفة الأول أبوبكر عقب معركة اليمامة مع مسيلمة الكذاب التى قُتل فيها مئات من المسلمين , منهم سبعين من حملة القرآن فخشية أن يتناقص تدريجياً عدد هؤلاء القُراء بسبب الحروب المحتملة , كان عمر يهدف بهذه الطريقة ليس فقط الى حفظ المدون من التنزيل فى مأمن من الأخطار , وفى صورة يسهل الرجوع اليها , وانما كان يقصد ايضاً اقرار الشكل النهائى لهذا الكتاب المقدس وتوثيقه عن طريق حفظته الباقين على قيد الحياة واعتماده من الصحابة الذين كان كل منهم يحفظ منه اجزاء كبيرة او صغيرة .