فما دامَ الإنسانُ قد عرفَ نفسَهُ وموقعَهُ في خريطةِ الكونِ، عندها تكونُ حركتُهُ راشدةً حكيمةً، تدركُ هدفَها ومبتغاها، وترسمُ مسارَها وسبيلَها، لا يزعزُها شيءٌ مهما عظُمَ، فاللهُ أكبرُ وأجلُّ، ولايثنيها عنْ عزمِها عقباتٌ ومثبّطاتٌ مِنْ أشخاصٍ ومواقفَ، لأنّها استمدّتْ عونَها مِنَ القوّةِ العظمى ممّن له السيادةُ المطلقةُ؛ فأيُّ ألمٍ سيداخلُ قلبَهُ أو أيُّ قلقٍ سيستبدُّ بلبِّه؟! وهل سببُ تعبِ الحياةِ إلا مِنْ حرصٍ على مستقبلٍ لا يعلمُهُ إلا اللهُ، أو قلقٍ مِنْ خوفٍ قد يحدثُ أو لا يحدثُ، أو تألّمٍ لموقفٍ قد حدثَ وانتهى شأنهُ، فالإنسانُ بينَ تائبٍ منهُ ومتعلّمٍ أو متأوّهٍ متباكٍ، لا هو تعلّمَ فاستفادَ، ولا تابَ فارتقى! فظلَّ صريعَ التباكي على الأطلالِ، فلا حصّلَ مستقبلاً ولا أعادَ ماضياً!.
أمل أحمد طعمة