كلَّ إنسانٍ مهما بلغَ مِنْ علوٍّ في المرتبةِ الاجتماعيّةِ أو الدينيّةِ فربّما يخطئُ، فلا يجوزُ أنْ ننظرَ إليهِ نظرةَ قداسةٍ مطلقةٍ وكأنّهُ نبيٌّ لا يخطئُ أبداً، وفي الوقتِ ذاتِهِ إذا أخطأَ تنهارُ مقاييسُ الدينِ لدينا، ثمَّ نعمّمُ ونقولُ: إذا كانَ الدينُ ومشايخُهُ هكذا فلا أريدُ اتّباعَ الدينِ أو تعلّمَهُ على أيدي المشايخ! فهذا خطأٌ في التصوّرِ وفي التفكيرِ. خطأٌ في التصوّرِ لأنّنا قدّسْنا المشايخَ وأنزلناهم مرتبةَ الأنبياءِ، ودينُنا واضحٌ صريحٌ في قولِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم: ( كلُّ ابنِ آدمَ خطّاءٌ) فلا أعيبُ على أحدٍ خطأَهُ، و إنْ كـنّا مَنْ فعلناهُ فالعيبُ أنْ نُصرَّ على عدمِ رؤيتهِ أو الاعترافِ بهِ، و نظنَّ أنّنا فوق الخطأ. و أمّا اتّباعُ المشايخِ وأولي العلمِ فيجبُ أنْ يكونَ اتّباعاً مُبصراً، لا تقليداً أعمى، فأوافقُه مادامَ موافقاً للكتابِ و السنّةِ. هذا هو الطريقُ كما علّمَناه إيّاهُ رسولُ اللهِ وصحابتُه الميامين.
أمل أحمد طعمة