أيُّ صدقٍ وأيُّ ثباتٍ! وأيُّ وضوحٍ للهدفِ تهونُ مِنْ أجلِهِ النُّفوسُ والملذّاتُ! وأحدُنا لا يقوى على تركِ عادةٍ اعتادَها أو التَّنازلِ عنْ راحةٍ أو دَعَةٍ... بل لربَّما كانَ ترْكُ القِيَمِ والمبادئِ أسهلَ مِنْ شُربةِ ماءٍ، فيُمكنُ أنْ يلويَ عُنقَ الكلماتِ، فيكذبُ حتّى يظهرَ أمامَ النَّاسِ بمظهرٍ يليقُ بهِ، أو ينسى وعدَهُ لغنيمةٍ أكبرَ، أو لا ينصرُ أخاه خوفَ ضياعِ فرصةٍ أو حدوثِ نقمةٍ. آلافُ الأمثلةِ الّتي نراها كلَّ يومٍ في كلِّ مكانٍ إلا مَنْ رحمَ ربّي، والبَونُ شاسعٌ يا سيِّدي يا رسولَ اللهِ بينَ ثباتِ أصحابِكَ ومرونةِ أحدِنا في موضعٍ يجبُ الثّباتُ فيهِ، وقد يثبُتُ ويعاندُ في موضعٍ تجوزُ السَّماحةُ والمرونةُ والاجتهادُ فيه.
أمل أحمد طعمة