ليست البطولة أن تغضّ الطرف عن عيوبك، أو تُقنع من حولك بعدم وجود خلل في سلوكك أو فكرك أو عقيدتك، فإنك إن استطعت ذلك، فستأتي الامتحانات، عسراً أو يسراً، لتكشف حقيقتك أمام نفسك والآخرين، فإن لم ترى ذلك، تفاقم المرض حتى يؤلمك وجوده، و تتلاحق عليك كفوف الأقدار بالتأديب، علّك تراجع حساباتك، فإن أصررت، كان عيبك و مرضك مضنيك أو قاتلك ! ليس الحذق تغطية و كفران العيب، فكلما اقتلعته مبكراَ وفّرت على نفسك العناء والمشاق الجسام. و كلما تكبّرت وأحجمت عن رؤية الحقيقة ازداد الفتق على الراتق و كثرت الأحزان على القلب و جاءك العقاب من الله وفق سنتّه الحكيمة في إيقاظ الغفلى و تنبيه الجاهل و تثيبت الحجّة على المدّعي.
أمل أحمد طعمة