إن من الخطأ أن يعتمد الناس على تقدم العلوم الطبيعية في إنقاذهم من هذا البؤس والحرمان، فإن العلم بدلا من أن يلطف من هذه المناقضة العتيدة، يزيد في حدتها، ويشحذ سلاحها الفتاك. ذلك أن كل اكتشاف علمي يضم حلقة جديدة إلى سلسلة الأسباب الضرورية، التي لا بد منها في نظام الأشياء واتساقها وثباتها، فيزيد بذلك قيدا في حريتنا، وغلا في أعناقنا،ولا نزال نتقدم في هذه السبيل، حتى نصل إلى المناقضة العامة بين العلم والعمل، بين التفكير والحركة، بين قوانين الطبيعة وقوانين الأخلاق، وهكذا نقيم حربا داخلية بين ملكات النفس، وننتهي إلى شعور اليأس من قيمة الحياة.
اقتباسات أخرى للمؤلف