عندما تريدينَ الحكمَ على أمرٍ ما أو موقفٍ، عليكِ أنْ تنظري إليهِ مِنْ جميعِ النواحي: السلبيّةِ والإيجابيّةِ وبالنسبةِ لكِ ولمَنْ حولَكِ أو مَنْ لهم علاقةٌ بالأمرِ والموقفِ أو حتّى أحياناً المجتمعِ ككلّ؛ ولكي تتمكّني مِنْ ذلكَ بموضوعيّةٍ ودونَ تحيّزٍ ضعي نفسَكِ مكانَهم، تخيّلي لو كنتِ مكانَ ذلكَ الشخصِ، كيفَ سيكونُ وقعُهُ عليكِ؟ كيفَ ستكونُ ردّةُ فعلِك؟ عندئذٍ يابنتي ستكتشفينَ الكثيرَ مِنَ الأخطاءِ التي نقعُ فيها نتيجةَ التفكيرِ الأحاديّ، أي نتيجةَ التفكيرِ مِنْ رؤيتِنا نحنُ فقط ، وتحيّزِنا لأنفسِنا في فهمِ الموقفِ أو الحدثِ؛ فالنفسُ الإنسانيّةُ تضخّمُ أحياناً الموقفَ أو الحدَثَ فتعطيهِ أكثرَ مِنْ حجمِهِ، وكلّما زادَ الألمُ النفسيُّ كبرَ حجمُ الموقفِ الذي ترينَهُ أضعافاً مضاعفةً عَنْ حجمِهِ الأصليّ، والغريبُ أنَّ هذهِ النفسَ بعدَ وقتٍ عندما تهدأُ أو يذهبُ أثرُ هذا الموقفِ وألمُها ترى الموقفَ مختلفاً تماماً، ويستغربُ المرءُ مِنْ نفسِهِ كيفَ كانَ ينظرُ إليهِ بهذهِ الضخامةِ حتّى سيطرَ على جميعِ جوانبِ حياتِهِ! ويزدادُ هذا الأمرُ سوءاً إذا كانَ المرءُ مُعتادَ الانتصارِ لنفسِهِ، أو مغروراً ومعجباً بها.
أمل أحمد طعمة