لقد خلقَ اللهُ لنا متعَ الدنيا لتؤنسَنا وتساعدَنا في إكمالِ مشوارِ الحياةِ الطويلةِ، فهي ليستْ هدفاً بحدّ ذاتِها، هي مجرّدُ وسائلِ تسليةٍ خلالَ الطريقِ، فإنْ جعلناها هدفاً وغايةً، صِرنا كالوزيرِ الذي استخدمَ كلَّ ما أنعمَ عليهِ ملكُهُ مِنْ عطاءٍ ونِعَمٍ ووسائلَ معينةٍ لإنجازِ مهمّتِهِ في سبيلِ راحتِهِ ومتعتِهِ، فأخلدَ إلى هذهِ المتعِ، ونسيَ عملَهُ، حتّى إذا جاءَ يومُ المحاسبةِ. ماذا فعلتَ؟ ولماذا قصّرتَ؟ ... هلكَ الوزيرُ، وخسرَ كلَّ ما كانَ يتمتعُ بهِ لأنّهُ بكلِّ بساطةٍ كانَ سخيفاً وساذجاً في نظرتهِ وتقديرهِ للنعمِ والعطاءِ. إنَّ الملكَ رفعَهُ، وهو أخلدَ ورتعَ في سفاسفِ الأمورِ.
أمل أحمد طعمة