قد يكون أحد أسباب شقائك أنك رسمت صورةً لسعادتك، فإن جاءتك الأقدار بغير الصورة التي رسمت خلتها شقاءً، وملأت الأرض عويلاً، بينما هي عين الخير لك وأنت لا تدري! تحرّك وخطط واتخذ الأسباب ثم ثقّ بأن الخالق العظيم يصوّب مسيرك ويختار لك أفضل مما تختاره لنفسك، ذاك أن تصوّرك للأمور متلبس بالنفس وأهوائها، ولذلك قد تتشوّه الصورة التي ترسمها للسعادة بمقدار كدر الأهواء. فانظر بعد اتخاذك للأسباب أيّ شراع اختاره المولى الجليل الذي يعلم السرّ وأخفى لتبحر به. فحاشا أن تكون إرادة الخالق العظيم غير مبصرة، تحقق لك مرادك ولو فيه هلاكك، إلا إذا اخترت كفران النعمة وأصررت عليها. ففساد تصوّرك قد يعميك عن رؤية الخير في أقداره، ويحرمك من رؤية الباب المفتوح ويجعل عينك لا تُبصر إلا ما أُغلق! ألم تستمع إلى قصة آدم وتدرك أن تصوّر الإنسان القاصر لمعاني الخلود كان وراء خروجه من الجنة!.
أمل أحمد طعمة