حول الصحيفة التي سنّ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قانون الدولة الجديدة في المدينة المنورة و التي تعتير بعصرنا ( دستور البلاد) : =============== وضِعَتِ أوّلُ معالمِ الحياةِ الاجتماعيّةِ لهذهِ الأمّةِ، فهم متساوونَ أمامَ الجميعِ. (ذمّةُ اللهِ واحدةٌ، يُجيرُ عَلِيَهم أدْنَاهم، والمؤمنونَ بعضُهم مولى بعضٍ منْ دونِ النّاسِ)، متكافلون فيما بينَهم، يشدُّ بعضُهم بعضاً ويطمئنُّ إلى أنَّ إخوانّهُ سيعينُونه، ويأمنُ الغنيُّ بألّا يحقدَ أحدٌ عليهِ أو يحسدُهُ على ثروتِهِ، لأنَّهُ بكلِّ بساطةٍ يمدُّ يدَهُ لأخيهِ في جوٍّ أخويٍّ إيمانيٍّ راقٍ. ثمّ كفلَ صلى الله عليه وسلم في دستورِ الأمّةِ حرّيّةَ العقيدةِ والدّينِ : ( لليهودِ دينُهم، وللمسلمِينَ دينُهم، مواليهم وأنفسُهم، إلا مَنْ ظَلمَ وأثِمَ، فإنّهُ لا يُوتِغُ إلا نفسَهُ، وأهلَ بيتِهِ). هذا أوّلُ تطبيقٍ عمليٍّ -في التّاريخِ- لحرّيّة المُعتقدِ والدّينِ، لم يشهدْهُ التّاريُخ مِنْ قبلُ، ولم تعرِفْهُ الشّعوبُ إلّا في ظلِّ الدّولةِ الإسلاميّةِ، ومَنْ يقرأِ التّاريخَ يجدْ صدقَ ذلكَ، فاليهودُ خرجوا مع المسلمينَ عندما غادرَ المسلمون الأندلسَ، خوفاً على أنفسِهم مِنْ نصارى أوربا!.
أمل أحمد طعمة