(لا يؤمنُ أحدُكم حتّى أكونَ أحبَّ إليهِ مِنْ والدِهِ وولدِهِ والنّاسِ أجمعِين) . فبدونِ هذا الحُبِّ لن تتفجّرَ ينابيعُ العطاءِ وتتحرّكَ الجوارحُ تعبيراً عنْ مكنونِ القلبِ، فيكونَ الولاءُ والاتّباعُ مظهراً مِنْ مظاهرِ الحُبِّ ودليلاً على صدقِ المحبّةِ؛ فلا بدَّ أنْ يعيشَ العقلُ والعلمُ والقلبُ في حضانةِ الحُبِّ وإشرافِهِ وتوجيهِهِ، ولابدَّ أنْ يُغذّيَ الدّينَ عاطفةٌ قويّةٌ وحبٌّ منبعُهُ القلبُ المؤمنُ الحنونُ، فإذا تجرّدَ الدّينُ عَنِ العاطفةِ والحُبِّ أصبحَ مجموعةً مِنْ طقوسٍ وأوضاعٍ وأحكامٍ فقدتِ الحياةَ والروحَ والحماسةَ وقوّةَ هذا الحبِّ الّذي صنعَ المعجزاتِ.
أمل أحمد طعمة