ما بين حقيقة ( إن الله لا يغيّر مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) و حقيقة ( وماتشاؤون إلا أن يشاء الله) رحلة العقل والقلب في ملك الله وملكوته، منهم من تخبّط أقصى اليسار فوصل للجبرية والآخرون في النقيض المقابل فدخلوا في الاتحاد، وبينهما تكمن الحقيقة.. لم يربط بينهما القرآن ربطاً واضحاً لأنها رحلة الإنسان مع ربه.. فعقله ينبغي له أن يتخذ الأسباب التي هي شرط مشيئة الله وسنّته مع عباده جعلها ناموساً للحياة فهو الفاعل في الأول والآخر، فترك حرية الاختيار وطالب الإنسان بالحركة والعمل، لكن إدراك مشيئته وعلمه لايشهدها العقل لأنه محدود، لكن تدركها الروح والقلب لأنهما خلقا لملكوت الله. فالعقل مجاله ملك الله والقلب والروح يسبحان في ملكوت الله.. وأنى لروح لايدركها العقل ولايراها أن يفهم ما تجول فيه من جولات عالم الملكوت!.
أمل أحمد طعمة