قد يقبض عنك رزقاً معنوياً أو مادياً، قد يسلبك نعمةً استمعت بها سنيناً حتى غفلت عنها، قد يمنعك حين ظننت سيعطيك، وقد يعطيك حين تيأس من العطاء.. يقلّبك في كل ذلك ليربيك، ليعافيك من شهوة نفسك و غطرستها، ليخرجك من حولك وقوتك لتدخل في حضرته بحجمك الحقيقي، لا بحجمك الذي توهمته. فإن عرفت لزمت باب عبوديتك له، فأدناك و أعطاك مالم تذقه من قبل، وإن تنكبت و اتهمت، و جزعت واعترضت فاتك الخيرين، العافية والقرب، و نالك شرين، الجهل والهجر. فاحرص على الفهم عنه بحسن الأدب معه والظن الخيّر بأقداره. فذاك موجزٌ لمشوار حياتك، و طريقك للسعادة في الدارين.
أمل أحمد طعمة