ذكر الجاحظ:أن الرشيد أحب أن ينظر إلى شعيب القلال كيف يعمل ؟فأدخل القصر وأتي بكل ما يحتاج إليه من آلة العمل؛فبينما هو يعمل إذ بصر بالرشيد فنهض قائماً.فقال له: دونك وما دعيت له فإني لم آتك لتقوم إلي بل لتعمل بين يدي.فقال:وأنا أصلحك الله لم آتك ليسوء أدبي وإنما أتيتك لأزداد أدباً فأعجب الرشيد به وقال له:بلغني أنك إنما تعرضت لي حين كسدت صناعتك ؟فقال:يا سيدي وما كساد عملي في خلال وجهك!فضحك الرشيد حتى غطى وجهه. وقال:ما رأيت أنطق منه ولا أعيا منه !ينبغي أن يكون أعقل الناس وأجهل الناس. وكذلك كان.
13