والحب هو الذي يكتشف بذور الخير والجمال في كل مخلوق، حتى في أشد الوجوه صلابة، وأكثر النفوس تفاهة، فيجعل منها بذلك مخلوقات جديرة بالحب! وكم من أناس بقوا قساة، حسودين، غلاظ القلوب، لمجرد أنهم لم يعرفوا الحب! ولكننا لو سلطنا على هؤلاء أشعة الحب، لاستطعنا أن ننتزع من قلوبهم الكراهية السوداء، ولأدركنا أن وراء أسوارهم الغليظة الدكناء، إنما تكمن نفوس ساطعة تستطيع أن ترسل ما لا حصر له من الأضواء! والحب وحده هو الذي يعرف أن كل وجه بشري إنما هو عيد من الأنوار،إذ ما يكاد الموجود الإنساني يخرج من عالم الطوايا والأسرار، حتى يستحيل إلى شعلة متوهجة من النور والنار! والنار تحرق ما تلامسه، ولكنها أيضاً تضيء كل ما حولها! وليس كالحب نار تصقل النفوس، وتصهر القلوب: فإن المحبين ليعرفون أن الحب هو الذي يطهر معدن النفس. زكريا إبراهيم
اقتباسات أخرى للمؤلف