ما لي أَرى الأَكمامَ لا تُفَـتِّحُ وَالرَوضَ لا يَذكو وَلا يُـنَفِّحُ وَالطَيـرَ لا تَلـهو بتدويمها في مُلكها الواسِعِ أَو تَصدَحُ وَالنـيلَ لا تَرقُصُ أَمـواهُهُ فَرحى وَلا يَجري بِها الأَبطَحُ وَالشَـمسَ لا تُـشرِقُ وَضّاءَةً تَجلو هُمـومَ الصدرِ أَو تَـنزِحُ وَالبَـدرَ لا يَبدو عَلى ثَغرِهِ مِن بَـسَماتِ اليُمنِ ما يَشرَحُ وَالنَجمَ لا يزهَرُ في أُفقِهِ كَأَنَّـهُ في غَـمرَةٍ يَـسـبَـحُ ألم يجئها نَبَأٌ جاءنا بأن مصرًا حرةٌ تمرحُ أصبحتُ لا أدري على خبرةٍ أجَدَّتِ الأيامُ أم تَمْزَحُ؟ أموقفٌ للجدِّ نجتازُه أم ذاك للاهي بنا مَسْرَحُ؟ ألمحُ لاستقلالنا لمعةً في حالكِ الشكِّ فأستَروِحُ وتطمسُ الظُلمةُ آثارها فأنثني أُنكرُ ما ألمحُ قد حارتِ الأفهامُ في أمرهم إن لمَّحوا بالقصدِ أو صرَّحوا فقائلٌ لا تعجلوا إنّكم مكانكم بالأمسِ لم تبرحوا وقائلٌ أوسعْ بها خُطوةً وراءها الغايةُ والمطمحُ وقائلٌ أسرفَ في قولهِ هذا هو استقلالكم فافرحوا ! .
حافظ إبراهيم