وَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِ يَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقي في كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُجُّ لُعابُهُ سُمّاً وَيَنفِثُهُ عَلى الأَوراقِ يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيضٌ نُصَّعٌ قُدسِيَّةٌ عُلوِيَّةُ الإِشراقِ فَيَرُدُّها سوداً عَلى جَنَباتِها مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلفُ نِطاقِ عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّرِ نَفسُهُ فَحَياتُهُ ثِقلٌ عَلى الأَعناقِ لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَهُ بِبَيانِهِ وَيَراعِهِ السَبّاقِ .
حافظ إبراهيم