لقد كان رسول الله معصومًا في تلقي الرسالة وتبليغها حصرًا، فالرسالة تشريعات وأحكام وشعائر لاتحتمل الخطأ والصواب ولا مكان فيها للرأي والرأي الآخر. لذلك نجد آيات وجوب الطاعة نزلت على محمد عليه السلام من مقام الرسالة وليس من مقام النبوة: قال تعالى: (وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين) وقال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله). - أما في مقام النبوة فالأمر مختلف تمامًا، لأن النبوة علوم وتعليمات والنبي في مقام النبوة يخطئ ويصيب ويستشير أصحابه، لذلك نرى أن الله حينما أراد أن يصحح للرسول صحح له من مقام النبوة وليس الرسالة: قال تعالى: (يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) وقال تعالى: (ماكان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين). محمد شحرور
اقتباسات أخرى للمؤلف