لقد قال بعض المفسرين القدامى -و نحن نعلم أن في تفسيراتهم كثيراً من الإسرائيليات- في الأمور المتعلقة بخلق الإنسان و الكون، لقد قالوا عن آدم بأن الله خلقه على النحو التالي: جمع الله تراباً من أديم الأرض و خلطه بالماء فأصبح طيناً، ثم تركه ليجف فأصبح صلصالاً، و منهم من أضاف بأن كل مرحلة من المراحل استمرت أربعين عاماً، ثم نفخ فيه الروح فأصبح كائناً حياً ثم نام و استيقظ فإدا حواء بجانبه لتؤنس وحشته، و خلقت من ضلعه، ثم سكنا الجنة ثم طردهم الله من الجنة إلى الأرض. فإذا سألتهم أيعقل هذا؟! فيكون الجواب المباشر أليس الله على كل شيء قدير!! و نطرح على من يقول ذلك السؤال التالي: إن كان ما تقولونه صحيحاً فهذا يعني أن الله أنشأ معملاً للسيراميك الفخار. أين؟ لا تدري؟ و صنع تماثيل من الطين على كل شكل إنسان و سمك و حيتان و بقر و غنم و وو، و كل انواع الحشرات و الطيور و الأسماك و الزواحف. كلٍ على حدةٍ ثم نفخ فيها الروح فأصبحت أحياء!! و لكن القرآن يقول نفخة الروح حصلت للبشر فقط. علماً بأن الإنسان و بقية المخلوقات المذكورة كلها كائنات حية.
محمد شحرور