قد يُكابد المرء آلامًا خبيثة، نتيجة إصابته بمرض تعفني لا شفاء منه، فيكدر عليه معاشه، و يغمسه غمسًا في محنة العذاب المستديم.. ثم لما تُتَاح له فرصة المتعة_ و لو كانت في قبح ثمرة الزقوم_ يسعى إليها سعي الوحوش، و يأكل منها فيملأ منها البطون.. ثم إن التلذذ ليطغى مؤقتًا على المرض، إذ يُفرز الجسم المسكنات الطبيعية و النواقل العصبية المحسنة للمزاج، فينسى المريض آلامه و معاناته المزمنة إلى حين.. لكن ما أن تزول رعشةُ النشوة و حمأتها، حتى تعود إليه نبضات الألم فجأة، على هيئة صاعقة مهلكة.. أحمد صلاح سابق