أصبح الضغط على الأعصاب شديدًا و انقبضت معدتاهما برهبة و حدس ملتهب كأنهما في انتظار مفاجأة. هو: تمخّضت عن أفكاره تصوُّرات شبقة و خيالات جامحة. و هي: احتدم النزاع في صميمها، و اشتدت بها الفاقة لدرجة خطيرة، فأصبحت توّاقة لتداخل مضطرب و عنيف. إنها تعلم أن العقل هو القوّة التي تحقق التوازن، و متى يذهب تحل العربدة، و إنها لمّا تسوء بها العربدة، تعصف بها طاقة حشائية خشنة، تدفعها لتصرفات هوجاء لا رجعة فيها. و هو: كان حرونًا كالكلب. علم أنه مقبل على منطقة غادرة محفوفة بالخطر. كان يظن أنه محمي ضد هذا النوع من الهجمات العدائية، و يضحك ساخرًا من الغواية. لكن ماذا يفعل تجاه هذه المرأة ذات القدرات الفتَّاكة و القوى الوحشية؟! و في لحظة صفا فيها الأثير من الكلام، و بلغ التوافق الكيميائي أصفى حالاته، انفجر الكبتُ الحسيُّ إلى ثورة، و وقع الضاربان في احتكاك. التحما في مباراة حامية فيها من الجوع أكثر ما فيها من طلب اللذة. سيطرت سَمَا على المشهد بزخم عاتٍ، و حاول حسين اللحاق بها في نَهْمَتِها، فأصبح تشابكهما عضالًا، و تهالكهما شديدًا. تنازعتهما ثيابهما كالأشواك، فنزعاها كيفما اتفق كانسحال اللحم عن العظم. كانت المشقة في تقصّي الحميمية و ليس في دك الخصم، لكن الإدراك الحسي تضخَّم في ثوانٍ، و تدفّقت في عروقهما عصارات النشوة، و عصفت بهما الذروة، فإذا بهما مسجيان أرضًا جانب الفراش، و قد تمعَّج كل منهما في الآخر. أحمد صلاح سابق