صحيح أنه اشتهر أن الأسانيد رواحل تحمل الأحاديث والأقوال الشريفة.. ولكن ليس هذا كل شيء .. فالمشهد العملي نفسه يقتبسه لاحق عن سابق .. ويُنقل المشهد العملي نفسه بكل صمته وهالته بالأسانيد أيضاً .. كم كنت مأخوذاً بالعجب حين اكتشفت أن صلاة ابن الزبير هي أحد اللحظات في مسلسل الإخبات والخشوع .. وقد جلّى أهل العلم ذلك، فقد قال الإمام أحمد في مسنده: (حدثنا عبد الرزاق قال: أهل مكة يقولون: أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء، وأخذها عطاء من ابن الزبير، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر، وأخذها أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم. قال عبد الرزاق: ما رأيت أحداً أحسن صلاة من ابن جريج)[مسند أحمد:73] لا أدري أي جماليات هذا الإسناد تستحق أن يُستفتح بها؟! وكم بقيت أفكر كيف يا ترى تجسّد هذا الإسناد في الواقع؟.
إبراهيم عمر السكران