من أسباب الخلاف بين المسلمين، اختلاف الفقهاء، واختلافهم رحمة وشر في آن واحد، في اتنباط الأحكام الفقهية، في أمور لم يرد بها نص في القرآن الكريم، أو السنة الشريفة، والنصوص تتناهى، والحوادث لا تتناهى، وتحتاج إلى استنباط أحكام وفتاوى فقهية لكل حادثة من الحوادث. وقد اختلف الفقهاء في هذا الاستنباط بالاجتهاد، واختلف الحكام في الأخذ والعمل بهذا الاجتهاد، في الحكم والفتوى من عصر إلى عصر، ومن بلد إلى بلد. وكان الاختلاف رحمة، فبوسع كل أن يختار فتوى هذا أو ذلك، ليعمل بها. وكان الاختلاف شرا في الوقت نفسه، فبوسع كل أن يختار فتوى هذا أو ذاك، ليكفر خصما، ويُهاجم حريته في التفكير، ويقطع رقبته، ويستحل دمه وعرضه وماله. سليمان فياض