من يحب السماء يكره الدولة، ولا تقل أن الكثير من محبي السماء يحبون الدولة، فالحب والدين لا يلتقيان كما لا يلتقي الحب والدولة وإنما اللقاء بين الدين والدولة لأنهما أس واحد قوامه العدوان على الخلق وسلب حقوقهم. وكثيرا ما يدعي أهل الدولة وأهل الدين انهم يحبون. والحقيقة أنهم لا يحبون لا في السماء ولا في الارض إلا ما يوصلهم إلى سعادة الدارين، أي إلى النعيم الحسي بالأكل والشرب والنكاح والوجاهة والتسلط والمباهاة، أي ما يحبه الأغيار بالمعنى الآخر للحب لا بمعنى الود الحاصر كما بينه ابن سِيدة. إن هذا ما أشار إليه أبو عبدالله الأصفهاني تلميذ عمر السهروردي: تكاثرت الدعوى على الحب فاستوى أسير صبابات الهوى وطليق .
هادي العلوي