الصوفية والغناء: يتفق معظم الفقهاء على تحريم الغناء مع أنه لم يرد نص قاطع بالتحريم، فالقرآن لم يحرمه وإنما وردت آيه تقول: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم) فأولوا لهو الحديث بالغناء. والتأويل متعسف فالآية واضحة في دلالتها على التضليل وليس الإلهاء. والتضليل بالدعاية. أما عبارة لهو الحديث فيراد بها الحديث الضال الذي لا معنى فيه. وكان أهل المدينه يغنون في عهد النبي، وكانت فيها مجالس غناء صاخبة كمجلس (حسّان بن ثابت)، وفي مصاد الحديث والفقه روايات دعا فيها النبي إلى إشهار الزواج بالغناء وعدم إجراءه في صمت لتمميزه عن السفاح -الزواج الغير شرعي-. ويمكن أن يتحمل عمر بن الخطاب مسؤلية التحريم ضمن إتجاهه في تركيز اهتمام المسلمين بالمهام الثقيلة في بناء الدولة والمجتمع وتوسيع الإسلام بالفتح.
هادي العلوي