إن المرأة عند الشاعر هي الجسد، أي كائن جسدي ولذلك يشكو الشاعر في شعره ويتمنى الوصال. والوصال نفسه يختلف من زمن الى زمن. وقد قال حكيم عباسي: كان الفتى يحب الفتاة يطوف ببيتها حولاً كاملاً يفرح إن رأى مرآها فإذا ظفر منها بمجلس تشاكيا وتناشدا الأشعار. أما اليوم فإذا تلاقيا لم يشكو حباً ولم ينشدا شعراً وقام إليها يشهد على نكاحها أبا هريرة وأصحابه. يشر الى الحب في الجاهلية وصدر الإسلام حتى نهاية القرن ألأول. أي الحب الذي اصطلحوا عليه بالحب العذري نسبة إلى (بني عذرة) العشيرة التي كثر فيها المحبون من هذا الصنف. ولم يكن الحب كله كذلك حينذاك فقد كان الفرزدق وعمر بن أبي ربيعة والأخطل وكثير غيرهم جسديين في الحب. ولكن ظاهرة الحب العذري كانت سائدة ولها ابطالها وشهداؤها .
هادي العلوي