تعقدت كراهية المرأة بتأثير حالة الغزو السائدة في المجتمع الجاهلي مما يعكسه القرآن بهذه الآيات: وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم. يتوارى من القوم من سوء ما بشر به: أيمسكه على هَونٍ أم يدسه في التراب؟ وظهرت بنتيجته عادة الوأد أي دفن المولودات عند ولادتهن. وسبب الوأد الهروب من عار السبي؛ إذ كان من المعتاد أن تؤسر المرأة صغيرة أم كبيرة وتصبح في حكم الجارية لآسرها. ورغم أن المرأة في الريف والبوادي العربية هي أكثر حرية من زميلتها في المدينة فإن الشعور بالعار عليها من الرجال يكون عند البدو والفلاحين أشد منه عند أبناء المدن. ولا تزال عادة غسل العار سائدة عندهم حيث يقدم ولي المرأة من أب أو أخ على قتلها إذا اتهمت بعلاقة غير شرعية .
هادي العلوي