صديقنا فلان ما يزال مصمماً على اتهام الناس بأنهم انبطاحيون :أنا لا أستغرب وجود بعر غنم في طنجرة الطبيخ. البارحة، البارحة فقط، قابلت في الطريق طفلاً رضيعاً يتكأ على عُكاز: من المؤكد أنه ذاهب للمشاركة في جنازة أُقيمت على هامش الأفراح عند الجيران: أنا لا أهذي، ولكني أحاول الإرتقاء إلى مستوى التخبيص الذي بات مألوفاً في الساحة السياسية. الانبطاح .. كنت طفلاً أنذاك، وكان الكبار يتوقعون حدوث غارات ضمن فعاليات حرب حزيران، وأتذكر أن رجال الدفاع المدني قالوا أن الإنبطاح هو الاجراء الوحيد لتفادي الموت وقت الغارة. فكرة معقولة... ولكن الكبار اختلفوا في الرأي: هل يكون الانبطاح على البطن، ام على الظهر؟ صديقنا فلان لم يحدد. لا يحدد. يثرثر فقط: هذا منبطح، وهذا مطّبع، وهذا عميل، وهذا منتفع ومتواطئ.. وغيرها من التراكيب التي يمكن ادراجها في سياق السخف والابتذال.. الكلام مهنة: أنا اكتب، وأتقاضى راتباً، والجعير مهنة كذلك: هو يشتم، ويلعن، ويستثمر لسانه في البورصة لقاء معونة متفق عليها. من منا المنبطح؟ أنا لا اردّ على أحد، ولكني بدأت الاحظ أن الأدمغة تحوّلت إلى نخاعات في مطاعم الوجبات السريعة. وأن الألسن شرائح مرتديلا فاسدة في المزبلة. وان الأعين مركونة في المستودعات باعتبارها خردة صدر فيها قرار اتلاف. محمد طمليه
اقتباسات أخرى للمؤلف