الملاحظ أن الأيام تمرّ بسرعة: اليوم خميس، البارحة خميس، وغدا خميس، أيضا. أتذكر أنني أمضيت الأسبوع المقبل منطويا في غرفتي، وزارني أصدقاء حميمون لم يحضروا بالفعل، واتفقنا أن ندهب أمس في زيارة لصديق مشترك لا نعرفه. الأيام تمرّ بسرعة.. دوام يبدأ في الثامنة ظهرا، وليل يهبط في العاشرة صباحا، وكرة الثلج الساخنة تكبر وتكبر، ثم تذوب. أنا أتكلم عن الوقت: لا يوجد رسوخ في النهارات: إغماضة عين تفصلنا عن نهاية القرن التاسع عشر / حبيبتي، ألقاكِ غدا/ ويجيء غدا قبل قليل. زمان، كان اليوم حقيقيا وجوهريا. وكنا نفعل كل هذا: نصحو صباحا، ونخرج صباحا، وننام صباحا. كان الفجر يأتي في عزّ الظهر، وكان لساعة الحائط هيبة ووقار: كانت تمشي على مهل، وتقول أمي إن هذه الساعة كانت لأجداد لم يولدوا بعد ، فاعتبرناها من باب الانتماء فردا في الأسرة، حتى أن أمي سمحت لها أن تأكل معنا. ثم جاء لهاث، وصارت الخطوات التي تذرفها الأرجل على الأرصفة / صارت تحملنا إلى حيث لا نحب.
محمد طمليه