في زيارة القبر الشريف بالمدينة
تلقاني حبيبي بالرضا في هذه العمره
أَلَيْسَ الْمُصْطَفى جِدِى*** و جدَّ مِنْ اِتَّقَى عُمْرَهْ
كَعَادَتِهِ إِذَا مَا زُرْ*** ت مُشْتَاقًا إِلَى نظـرَهْ
أَرَى قَصْرَاً لِجَدِّىَ قَدْ*** يراهُ بَعْضُهُمْ قَبْرَهْ
فَأَشْهَدُهُ وَأُشْهِدُهُ*** و أقْدُر شَأْنَهُ قَدْرَهْ
وَلَسْتُ أَبُوحُ إِنَّ أَفْضَى*** إليّ مُعَظِّماً سِرَّهْ
فَأَرْمزُ لِلَذي قَدْ كَا*** ن رَمْزَ الْأهْلِ و العِتْرَهْ
فَمَنْ لَمْ يَحْتَفَظْ بِالسر كذَّابٌ، وَلَا عِبْرَهْ
هُنَا الْمَحْبُوبُ ناجاني*** و أَوُدعَ باطِني سِرهْ
وَرَوّدنَّي، وَزَوِّدِنَّي*** و أَدْخِلِنَّي إِلَى الحضره
وَكَانَتْ نَفْحَةُ لِي مِنـْ*** ـه جَاءَتْ سَاعَة العسره
فأرضاني بِأَمْرَاضِي*** وَآلاَمَي و مَا أَكْرَه
وَنَوَّهَ أَنَّ هَذَا مِنْ*** خصائص هَذِهِ الأسره
فَقَدْ كُنْتُ اكْتوِيتِ جَوَى*** فَأَذْهَبَ وَقْدَةَ الحسره
و أَسْلِمِنَّي إِلَى رَبِّي*** بَلَا كَيْفَ وَلَا حَيرَه
فَأَسْرَى بِي بُراقَ الْحِسَّ*** و الْإيمَانَ و القدره
و أَشْهِدِنَّي إلَهَي مِنْ*** أَلَسْتُ عجائبَ القدره
لِإفْنائِيِ وَإِبْقَائِيِ*** مُنِحْتِ مُقَدَّسَ الخمره
وَرواني بِجَمْعِ الْجَمّـِ*** ـع حَتَّى لَا أَرَى غَيْره
محمد زكي الدين إبراهيم