وحياة محمد في بيته، تبدو رائعة في بشريتها، فقد كان يؤثر أن يعيش بين أزواجه رجلا ذا قلب وعاطفة ووجدان، ولم يحاول -إلا في حالات الضرورة القصوى- أن يفرض على نسائه شخصية النبي لا غير، ونحن اليوم نقرأ ما وعى التاريخ من مرويات عن تلك الحياة الزوجية، فيبهرنا ما فيها من حيوية فياضة لا تعرف العقم الوجداني، ولا الجمود العاطفي، وما ذاك إلا لأنه كان سوي الفطرة، فأتاح بذلك لنسائه أن يملأن دنياه الخاصة حرارة وحيوية، وينحين عنها ظلال الركود والفتور والجفاف .
عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ