فقد آمنت من اللحظة الأولى للقائنا أنه اللقاء الذي تقرر في ضمير الغيب منذ خلقنا الله من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها .. وإن عدتنا الدنيا إثنين في الحساب الرقمي والواقع العددي .. إثنين ، لكل منهما اسمه ونسبه ولقبه وصفته وصورته وعمله وشخصيته .. وبهذه الثنائية العددية يتعاملان مع الدنيا والناس .. ولكنهما في جوهر حقيقتهما واحد لا يتعدد .. لا كما تخيلت الأساطير عن النفس والقرينة .. ولا كما تغنى الشعراء بالروح الواحدة في جسدين .. ولا كما تمثل الصوفية رؤيا الفناء في ذات الحبيب .. ولا كما تأمل الفلاسفة في وحدة الوجود .. ولا كما تحدث العلماء عن الخلية الواحدة قبل أن تنقسم .. وإنما هو سر وراء ذلك كله تجلت فيه آية الله الذي خلقنا من نفس واحدة وخلق منها زوجها .
عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ