وكنا أحيانا نفترق يذهب كل منا إلي عمله أو يسافر في بعض شأنه وقد يمضي أحدنا إلي أقصى المشرق ، والآخر إلي أقصى المغرب .. لأن الدنيا لا تعرف إلا أننا إثنان ..! والحياة تفرض علينا أن نعانيها بهذه الثنائية العددية ورغم هذا ، كنا النفس الواحدة .. وذلك ما أعيا الدنيا ويعييها أن تفهه أو تتصوره وتتمثله .. إلا أن تحسبه من رؤى الشعراء الحالمين أو مواجد الصوفيين العاشقين .. ويعى منطقها أن يفسره إلا أن يقول فيه انه من تآلف القلوب واندماج النفوس وتعانق الأرواح .. وراء عالم الواقع ومقاييس المادة ، ومنطق الحس وأبعاد المنظور .. كنا أحيانا نتخاصم ..! وربما مرت علينا فترا مغاضبة يحسبها أهلونا وأصدقاؤنا من لهفة الحب ودلال العاشقين .. ويلمح فيها أرهفهم حسا ، وهج الضرام المتوهج فى أعماقنا يتلمس متنفسا ..! ودون أن يتصور أحدهم ، أن المخاصمة أو المغاضبة ليست إلا صراعا حتميا بين جوهرنا الواحد ،وبين الثنائية المزدوجة التي يفرضها علينا واقع الحياة وقانون المادة و أوضاع الدني .
عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ