لا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون .. فتأخير العذاب لا يعني رضاء الله تعالى بأفعالهم ، أو عجزه عن الانتقام منهم ، أو سهوه عما وقع منهم من ظلم ، بل سنته عز وجل إمهال الظالم حتى تمتلأ صاعه ، فرضاء الله بأفعاله ممتنع ، وسهوه عن ظلمه مُحال ، وعجزه عن الانتقام للمظلوم غير وارد .. إنما يُملي له حتى يتمادى في غيه وجبروته ، ويغتر بفسقه وظلمه من مدة إمهاله له وحلمه عليه .. فإنه من خذلان الله للظالم أنه يتركه زمنًا ليزداد بغيًا وظلمًا ، ويَسترسل في طُغيانه فلا يحسب للعواقب حسابًا ، حتى إذا ظن أو ظن أتباعه أنه على الحق أو أن الله اصطفاه ، أتى - من حيث لا يشعر ولا يشعرون - وعيد الله الشديد القاسي ، وعذابه الأليم الذي لا هوادة فيه ولا مفر منه . محمد وفيق زين العابدين
اقتباسات أخرى للمؤلف