وسرعان ما صعد الإمام على المنبر, كان مرتجفا مرتبكا وخطب خطبة قصيرة للغاية ليس لها معنى. ولو أنني كنت مكانه أخطب في عصبة من الفجار ذوي البطش الذين لا يرجى منهم رحمة فماذا أفعل؟ أأنهاهم عن منكر يفعلونه بلا خشية أم آمرهم بمعروف يبغضونه بلا حياء، أم لعلي أحدثهم عن أحكام الصلاة التي لا يؤدونها غير هذه المرة! ربما ذكرت بعض أحداث الصحابة وقصص الجهاد فيتهمونني بالتحريض على محاربة الفرنجة والأهبال الذين أصبحوا حلفائهم. لا أستطيع في مثل هذه الخطبة أن أقول اتقوا الله لأتق أذاهمّ! ونزل الإمام كما صعد مرتجفا ليصطف خلفه حكام البلاد والقابضين على شئون العباد, لم أر في حياتي صلاة جمعة أقصر وأثقل من هذه! محمد الدواخلي