ونحن لا نتفق مع المؤرخين الذين قالوا أن السلطان سليم عمل على القضاء على مقومات مصر الحضارية، ولذا فقد سعى إلى إخلاءها من كل نابه فيها، فسحب منها رجالها الحاذقين في المهن والحياة الحضارية ليحملهم معه إلى استانبول بقصد أن يسخرهم في تعمير بلاده، وليجعلهم يغيرون من نمط الحياة فيها إلى النمط الإسلامي، وأن تظل استانبول وحدها مركزا متميزا أو عاصمة لتوابع تدور في فلكها، كذلك القول بأنه تم ترحيل مهرة الصناع والفنانين إلى استانبول ومنهم البنائين والنجارين والرخامين والخراطين والمهندسين والحجارين والفعلة، وأن مجموع من خرج من أهل مصر نحوا من خمسمائة صنعة لا يمكن الاقتناع به إذ أن نقل ألف صانع لا يوقف هذا العدد الضخم من الصناعات ، كما أن الفترة التي قضاها هؤلاء الصناع في استانبول لا تسبب التوقف.