الحائِطُ رغـمَ توَجُّعِـهِ
يتحَمّـلُ طَعْـنَ المِسمـارْ
والغُصـنُ بِرَغـمِ طراوَتِـهِ
يحمِـلُ أعشاشَ الأطيـارْ .
والقبْـرُ برغمِ قباحَتِـهِ
يرضـى بنمـوِّ الأزهـارْ .
وأنـا مِسماري مِزمـارْ
وأنـا منفـايَ هوَ الدّارْ
وأنَـا أزهـاري أشعـارْ
فلِمـاذا الحائِطُ يطعَـنُني ؟
والغُصـنُ المُتَخَفّـفُ منّـي.. يستـَثـقِلُني ؟
ولِماذا جَنّـةُ أزهـاري
يحمِلُها القبـرُ إلى النّـارْ ؟
أسألُ قلبي :
ما هـوَ ذنبي ؟
ما ليَ وحـدي إذْ أنثُرُ بَذرَ الحُريّـةِ
لا أحظـى من بعـدِ بِذ ا ري
إلاّ بنمـوِّ الأسـوارْ ؟!
يهتِفُ قلـبي :
ذنبُكَ أنّكَ عُصفـورٌ يُرسِـلُ زقزَقَـةً
لتُقَـدَّمَ في حفلَـةِ زارْ !
ذنبُكَ أنّكَ موسيقيٌّ
يكتُبُ ألحانـاً آسِـرةً
ليُغنيها عنـهُ .. حِمـارْ !
ذنبُكَ أنّكَ ما أذْنَبتَ ..
وعارُكَ أنّكَ ضِـدَّ العـارْ !
أحمد مطر