عذِّب بما شئت غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ أوفى محبٍّ بما يرضيكَ مبتهِجِ و خذْ بقيَّةَ ما أبقيتَ من رمقٍ لا خيرَ في الحبِّ إن أبقى على المُهجِ لله أجفانُ عينٍ ، فيكَ ، ساهرةً شوقاً إليكَ ، وقلبٌ بالغرامِ ، شجِِ أصبحت فيكَ كما أمسيتُ مكتئباً و لم أقل جَزَعاً : يا أزمةُ انفَرجي ما بينَ معتركِ الأحداق و المهجِ أنا القتيلُ بلا إثمٍ و لا حرَجِ ودَّعت ، قبل الهوى ، روحي ، لما نظَرَت عيناي من حسنِ ذاكَ المنظرِ البهجِ أعوامُ إقبالهِ كاليومِ في قصرٍ و يومُ إعراضه في الطولِ كالحججِ فإن نأى سائراً يا مُهجتي ارتحلي و إنْ دنا زائراً يا مقلتي ابتهجي قُلْ للذي لامني فيهِ ، وعنّفَني : دعني و شأني وعدْ عنْ نصحكَ السَّمجِ فاللّوْمُ لُؤمٌ ، و لم يُمدَحْ بهِ أحدٌ وهل رأيتَ مُحِبّاً بالغرَامِ هُجي تراهُ إن غاب عنِّي كلُّ جارحةٍ في كلِّ معنى لطيفٍ ، رائقٍ ، بهِجِ لم أدرِ ما غُربةُ الأوطان و هو معي و خاطِري ، أينَ كُنَّا ، غيرُ منزعجِ . ابن الفارض