عندما يرحل الحبّ .. يبدأ العذاب الأكبر .. ففراغ ما بعد الحبّ لا يمكن أن يسببه أىّ فراغ آخر ، فى أية مرحلة مختلفة من الحياة.. وبالذات فراغ ما قبله .. فقبل أن نحبّ ، نعانى من فراغ القلب ، ولهفته إلى الحبّ .. والتقارب .. وتبادل المشاعر .. والعواطف والآحاسيس ،، ثمّـ يأتى الحبّ ويأتى معه كلّ هذا .. ويخفق القلب وينتعش .. ويحيا كما لم يفعل من قبل .. أبداً ،، ومع استمرار الحبّ ، يعتاد المرء على هذا الشّعور .. ويدمنه .. ويتعايش معه .. وبه .. ثمّـ تأتى تلك الصدمة .. ويرحل الحبّ .. ومع رحيله ، تنهار كل تلك المشاعر ، وتترك فى القلب خلفها فـراغـاً .. فـراغـاً هائلاً كبيراً .. فراغاً ليس بحجم القلب ، بل بحجم الكيان كلّه .. وربّما أكبر منه ألف مرّه ! .. وللوهلة الأولى .. قد يغضب المرء ، لآنه قد فقد الحبّ .. ثمّـ ، ومع مرور الوقت ، يتحوّل الغضب إلى مرارة .. ولـوعـة .. وفـــــــراغ .. القلب الذى اعتاد أن يخفق كطير سعيد ، توقّفت خفقاته .. وتنهار المشاعر كلها واحد وراء الآخر ، كما لو أنّها كانت مربوطة كلها بخيط واحد .. خيْط الحبّ . نبيل فاروق