فكأن الإخلاص قد حُلق في نفسه على صورة ابن هارون يلجم لسانه في كل وقت أن يناظر حتى ضاق به الذهن وضاق به الخارج، ضاقت به الحياة وضاق الورق، فلو كان مما فيه حق أيبقى كذلك دون استخدامه من أهل الباطل في أهوائهم؟ وأي سعي للخير يبلغ المراد وسط هذه الفتن المتلاطمة؟ فمازال ينظر في حال كل شيء ومآله حتى صار ذلك شهوته وشقوته؛ شهوته لما فيه من التأله ومحاكاة الصانع في معرفة الغيب، وفي كل نفس استشراف لمضاهاة الخالق، وشقوته لأنه ما أن ينظر في المآل حتى يجد الفتن والخراب. محمد عبدالقهار
اقتباسات أخرى للمؤلف