كل نفس ذائقة الموت !.. إطلاق لا قيد فيه، و عموم لا مخصص له، وشمول ليس للدنيا كلها أن تجعل له حداً. فليأت دعاة العلم الجديد، والرقي الحديث ومتوثبو الغزو الفضائي فليجمعوا أمرهم، و ليضفروا جميع إمكاناتهم المختلفة، وليحشدوا كل أقمارهم المصنوعة ومراكبهم المشروعة، فليستعينوا بذلك كله على أن يزيحوا عن أنفسهم شيئاً من سلطان هذا الموت الذي قهرهم واستذلهم، وليبطلوا بذلك ولو جزءاً من هذا التحدي الإلهي : كل نفس ذائقة الموت. فإن فعلوا ذلك فإن لهم حينئذ أن يشيدوا لأنفسهم صروحاً عالية من الجبروت و الطغيان و التأله والكفران، وإلا فأحرى بهم أن يتفرغوا للتأمل في تلك القبور التي سيغيبون في أحشائها و التربة التي سيمتدون تحتها، وفي القبضة التي لن ينجوا من حكمها . محمد سعيد رمضان البوطي
اقتباسات أخرى للمؤلف