وخدمة القرآن !.. إنها من أخطر القيم الإسلامية [..] لكنه اليوم أهم وسيلة من وسائل التطريب (على أنا لا نمنع أن يجمل القارئ كتاب الله بصوته)، يقرؤه التالي ليطرب الناس، ويقبل إليه المستمعون لتهتز بأنغامه رؤوسهم !.. وهو اليوم أهم مادة لتجميل فصول الكلام، وتدبيج الخطب والمحاضرات، ولاتخاذه ديباجة لمختلف المجامع والحفلات. حتى إذا نودي بضرورة تطبيق أحكامه والسير في ظلال سلطانه. اختنق النداء في حلق المنادين ومات قبل أن يبلغ آذان السامعين !.. {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} الأحزاب 59. إذا قام منا من يذكر المسلمين بأمر الله المطوي في هذا الكلام ويندبهم إلى تطبيقه والأخذ به، لوينا الرؤوس إعراضاً، وأطلقنا الألسنة نقداً واعتراضاً .
محمد سعيد رمضان البوطي