كم من مستقيم على الطاعات قائم بالدعوة إلى الحق، وهو مزهو ومعجب بنفسه، يتعالى على الناس والقرآن بذلك، فهل تفيده طاعاته وسائر أعماله إلا بعيداً عن الله عز وجل. وكم من عاص مستهتر بأوامر الله تعالى، وهو يعاني من ذل نفسه ويشعر بسوء حاله، ولا يضع نفسه إلا أراذل الناس، ويفيض قلبه حسرة مما هو فيه، فيجعل له الله تعالى من انكسار نفسه وشعوره بضآلة ذاته، كفارة لمعاصيه، ثم ما هو إلا أن يوفقه الله لتوبة صادقة وعزم على السير إلى مرضاة الله بقوة .
محمد سعيد رمضان البوطي