لقد كانت الخطوة التي خطاها الشافعي بالفقه السني، فقه أهل الحديث، على صعيد التنظير خطوة متواضعة ولكن نتائجها سرعان ما ظهرت في علم أصول الفقه الذي اتحذ صيغة علم عقلي منهجي كان بالنسبة للشريعة كالمنطق بالنسبة للفلسفة، فكان أحد وجهي العقلانية الإسلامية. أما الوجه الآخر فهو علم الكلام الأشعري الذي امتص منهج المعتزلة، أي الإطار العقلاني لتفكيرهم، ليس مع الأشعري نفسه، بل مع الذين رفعوا راية مذهبه من بعده.
محمد عابد الجابري