‎قد يعتقد الكثير من المسلمون اليوم أنهم لو كانوا يعيشون في زمان الدعوة الأسلامية لدخلوا فيها حالما يسمعوا بها . ولست أرى مغالطة أسخف من هذه المغالطة .. ‎يجب على المسلمين اليوم أن يحمدوا ربهم ألف مرة لأنه لم يخلقهم في تلك الفترة العصيبة ‎تصور أنك سيدي القارئ نفسك في مكة أبان الدعوة الأسلامية , وأنت ترى رجلاً مستضعفاً يؤذيه الناس بالحجارة ويسخرون منه , ويقولون عنه أنه مجنون . وتصور نفسك أيضاً قد نشأت في مكة مؤمناً بما آمن آباؤك من قدسية الأوثان , تتمسح بها تبركاً منها العون والخير , ربتك أمك على هذا منذ صغرك , فلا ترى شيئاً غيره , ثم يأتي الرجل المستضعف فيسب أوثانك التي تتبرك بها , فيكرهه أقرباؤك وأصحابك وأهل بلدتك وينسبون إليه كل منقصة , فماذا ستفعل .. ؟ ‎أرجو أن تتروى طويلاً قبل أن تجيب على هذا السؤال . علي الوردي
اقتباسات أخرى للمؤلف