ويصعب على الإنسان أن يتخلص من قوقعته الذاتية مهما حاول . فهي تكتنفه من حيث لا يشعر بها ، وهي تجعله يضخم محاسنه الخاصة في الوقت الذي يضخم فيه مساويء منافسيه وخصومه . فهو اذا ألقى خطبة ورأى الافواه مفتوحة نحوه ظن أنه يأتي بالوحي المنزل. أما إذا ألقى زميل له خطبة مط شفتيه وقال عنها: إنها تافهة، إنه لايدري ماذا يقول الناس عنه وعن زميله في مجالسهم الخاصة . وقد يصح أن نقول ان هناك غربالا لا شعوريا يغربل الاقوال التي تقال عن شخص فلا يدعها تصل إليه على حقيقتها. فالشخص إذا سمع مدحا له من فم أحد ظن أن المادح منصف يقول الحق . أما إذا سمع ذما عده ناتجا عن حسد أو نحوه. علي الوردي
اقتباسات أخرى للمؤلف