إن المبدأ الذي يدعو إليه رجال الدين دوما حيث يقولون للناس به: تآخوا وإتحدوا وأتركو الخلاف والنزاع بينكم هو مبدأ سلطاني جاؤا به لإرضاء أوليا نعمتهم من المترفين الذين تلذذو بنعم الله ويريدون منها مزيداً على حساب الكادحين المحرومين من رعاياهم. والغريب أن رجال الدين يغفرون للسلاطين حين يرونهم يتنافسون على الامارة ويتكالبون ويتنازعون، ويطلب كل منهم زيادة في نصيبة على حساب الآخرين. فهم يغفرون لهم ذلك ولكنهم لا يغفرون لعامة الناس أن يطالبوا وأن يحتجوا وأن يسعوا في سبيل المزيد من كل شيء .
علي الوردي